في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي قام به رئيس فاغنر يفغيني بريغوزين ، اختفى كبار مسؤولي الكرملين بشكل غامض ومنهجي ، مما أثار شائعات عن تطهير.
بينما بدا فلاديمير بوتين هادئًا ومسيطرًا بعد تمرد فاجنر ، إلا أن القصة وراء الكواليس تسير بشكل مختلف ويتم إزاحة أقارب بوتين من السلطة.
أصبح الخلاف في الكرملين واضحًا ، ويبدو أن بوتين ينظف الشبكات الضعيفة لحماية نفسه وتعزيز سلطته.
قال مدون روسي بارز إن القيادة العسكرية قد تقرر إقالة وزير الدفاع سيرجي شويغو. يشير هذا إلى أن تداعيات تمرد فاغنر “ربما لا تزال تؤثر على أعلى مستويات القيادة العسكرية”.
اختفى جنرال بوتين المروع سيرجي سوروفكين ، المعروف بمناوراته القاسية ، منذ 24 يونيو بعد ظهور شائعات بأنه كان على دراية وثيقة بخطط أمير الحرب فاجنر.
كما اختفى رئيس الأركان العامة للجيش فاليري جيراسيموف ونائب وزير الدفاع يونسبيك يوكوروف.
وفقًا لصحيفة موسكو تايمز ، يُقال إن الجنرال جيراسيموف قد تمت إزالته بالفعل من منصب قائد الحرب في أوكرانيا ، أو بالأحرى تم تطهيره واستبداله بالعقيد ميخائيل تبلينسكي.
بصفته رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ، لا يزال جيراسيموف مسؤولاً عن القوات المسلحة الروسية ، لكن المسؤولية الكاملة عن الحرب تقع الآن على عاتق تيبلينسكي ، 54 عامًا ، قائد القوات المحمولة جواً في البلاد.
يخشى وفاة القائد السابق للقوات الروسية في أوكرانيا ، المعروف باسم الجنرال دومزداي ، بعد أسبوعين من الصمت وفقدان عيد ميلاد زوجته. طوال هذا الوقت ، التزم الكرملين الصمت على ما يبدو بشأن مكان الرجل البالغ من العمر 56 عامًا.
بعد ساعات من نشر سوروفيكين مقطع فيديو قصيرًا الشهر الماضي يدعو المرتزقة إلى إنهاء تمردهم ، ذكرت تقارير مختلفة أنه تم اعتقاله واستجوابه.
وسرت شائعات بأن المتشدد العسكري كان على علم بمؤامرة فاجنر للإطاحة بقادة عسكريين روس كبار ، وهو ادعاء أكدته المخابرات الأمريكية.
الشخص التالي في مرمى بوتين هو نائب وزير الدفاع يوكوروف ، الذي قيل إنه تم اعتقاله خلال تمرد فاجنر الذي لم يدم طويلاً.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن يوكوروف كان غائبًا بشكل واضح عن برنامج تلفزيوني عسكري مهم.
بالإضافة إلى ذلك ، اختفى أيضًا عدو بريغوزين اللدود – الجنرال جيراسيموف. اختفى رئيس الأركان العامة وسط الفوضى بعد صاعقة فاغنر.
زعمت قناة Raibar المؤثرة على تطبيق المراسلة Telegram الذي يديره المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية السابق ميخائيل زفينتشوك ، أن جيراسيموف لم يعد له أي علاقة بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
انتهى التمرد الغاضب بعد أن أبرم بريغوزين صفقة مريرة ولكن غير مؤكدة مع بوتين أنهت 36 ساعة مذهلة حيث اقتربت قوات فاجنر من 125 ميلاً من العاصمة.
منذ ذلك الحين ، يُعتقد أيضًا أنه تجنب إثارة المشاكل في بيلاروسيا من خلال البقاء على جانب الحذر ، وهو ادعاء يتلاشى بسرعة. يواصل الرئيس فاجنر إرباك الكرملين واستعدائه بعد أن أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بشكل مفاجئ يوم الخميس أنه “حر تمامًا” و “ليس في بيلاروسيا”.
وقال معهد الدراسات العسكرية إنه لم ير أي دليل على أن السلطات الروسية رحلت أو احتجزت قادة فاجنر أو مقاتلين متورطين في التمرد.
مع تزايد الحساسية والعاطفية للقصة للكشف عن عدو بوتين الأول ، يتظاهر الكرملين بعدم الاهتمام ، قائلاً إنه ليس لديهم “القدرة” ولا “الرغبة” في تتبع تحركاته.
غرد أنطون غراشينكو ، مستشار وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية ، مؤخرًا: “إنه لأمر جيد أن السلطات الروسية لا تهتم حقًا بشخص بدأ تمرداً مسلحًا ضدها”. فأين هو بالضبط؟ بأموال فاجنر وبنادقه ومرتزقته؟
كشفت بعض وسائل الإعلام الروسية أنه كان في سان بطرسبرج لتلقي شخصيا معدات عسكرية من جهاز الأمن القومي الروسي.
غادرت طائرة تجارية مرتبطة بريجوجين سانت بطرسبرغ متوجهة إلى موسكو يوم الأربعاء وتوجهت جنوبا إلى روسيا يوم الخميس ، وفقا لبيانات تتبع الرحلات الجوية.
قرار بريغوجين بتجاهل اتفاق المنفى بشكل صارخ هو استفزاز مباشر آخر ضد بوتين ، الذي يبدو بدلاً من ذلك أنه يركز على تطهير دائرته المقربة. وفقًا لفاجنر ، فإن الزعيم الروسي يتراجع ويخوض معركة تكتيكية.
فتشت قوات الأمن هذا الأسبوع عقار بريجوزينسكي الفاخر في سانت بطرسبرغ وأصدرت صورًا مذهلة للمنزل الفاخر بشكل مرعب.
وكان من بينها سبائك ذهبية ، وترسانة أسلحته الشخصية ، ومطرقته العملاقة ، وحتى صورة مؤطرة لرؤوس مقطوعة.
كما صادر جهاز الأمن القومي الروسي خزانة ملابسه الغريبة المليئة بالشعر المستعار واللحى وصوره في مواقف مختلفة.
* المصدر: الشمس / ترجمة: أبو الفضل خُضائي
311311
.